غوارنيكا او انا وامي في الحرب (غزة 2001)

guernicaالمخرج – يان وليمس

االمؤلف – جاكي لوبيك (بناءا على نص فرناندو آربال)

لممثلون

أم جابر – ناهض حنونة
جابر – رأفت العايدي
الجنرال – راسم شاميه
الصحفي – محمود عودة

تصميم – جاكي لوبيك

ترجمة – حسام مدهون
التقني – إبراهيم المسارعي
مساعدة إدارية – ميرفت حافظ
المدير العام – عامر خليل

المسرحية “غوارنيكا او انا وامي في الحرب” هي ثمرة لأفكار مترابطة للعديد من الفنانين في أزمنة مختلفة عبر التاريخ حول الموضوع الدرامي  للقصف العسكري غير المنطقي الذي استهدف المدنيين الأبرياء حول العالم. دُمرت مدينة غوارنيكا في “الباسك” والآلاف من مواطنيها قُتلوا عندما دخل جنود فاشيون وفجروا المدينة خلال الحرب الاهلية الاسبانية. استعملت أيام المسرح اللوحة المعروفة لبابلو بيكاسو – بعنوان “غوارنيكا” – كخلفية لهذه المسرحية. المسرحية اتبعت خطاً واسلوباً درامياً لمسرحية الكاتب الاسباني فرناندو ارابيل – عنوانها هي الاخرى “غوارنيكا” ولكن تمت إعادة كتابتها لكي تلائم جمهور الشباب.

رُسمت اللوحة سنة 1937 والمسرحية كُتبت سنة 1959. نحن الان في سنة 01 والحرب ما زالت تحيط بنا في كل مكان. نحن كفنانين فلسطينيين نعمل مع ومن اجل الاطفال، ومهمومين جدا حول تاثيرات العنف على جمهورنا. نسأل انفسنا، “اذا كان الاطفال يعيشون في حالة حرب، فهل نستطيع عمل مسرحية حول الحرب؟” قررنا أن الجواب هو نعم، اذا كان الاولاد ضحايا للحرب، فيجب ان تتوفر لدينا الامكانيات لنناقش حيثيات هذه الحرب معهم.

غوارنيكا والشباب
من خلال ورشات الدراما التي نظمتها “ايام المسرح” مع الاطفال، حاولنا اكتشاف طريقة للتعامل مع أطفال قد غيروا طريقة تكلمهم، تفكيرهم، وحتى احلامهم خلال فترة انتفاضة الاقصى. يطلب الأطفال في هذه الورشات أن يُسمح لهم تمثيل مقاطع حرب وموت يواجهونها يوميا، من خلال تجربتهم في الحياة اليومية او من التلفاز وتقارير الصحف. لقد اكتشفنا انه من خلال اعطاء الاطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم بالرغم من العنف، وسرد القصص التي يحتاجون سردها، يستطيعون العبور الى مواضيع اخرى تحتل تفكيرهم. إلى جانب ورشات دراما ايام المسرح، التي من خلالها نستمع الى الاطفال ونعمل معهم. إن اهم اداة للوصول الى الاطفال هي المسرحيات، التي بها “نتحدث” اليهم. لا نتحدث معهم حول قصص خيال او قصص طفولية، بل نتحدث معهم كشباب بالغين واذكياء. الاطفال في كل الاماكن يحتاجون ان يشعروا بانهم يؤخذون بجدية. هذا صحيح وخاصة أطفال فلسطين الذين يتحملون عبء النمو بسرعة بسبب الحرب والمسؤوليات العائلية والاقتصادية الناتجة. تريد “أيام المسرح” أن تتعامل مع السنة الماضية بما فيها من انفجارات وعنف، وان تستطيع فتح نقاش مع الاطفال حول هذه الحرب. هذا النقاش سوف يحدث خلال العرض عندما يشاهد  الاطفال مسرحيتنا، وبعد ذلك عندما نقيم ورشة دراما مع الاطفال الموجودين في الجمهور.

حول الاسلوب والفكاهة
بما ان اسلوب المسرحية مضحك  فهي لا تروي قصة عادية. بالرغم من ذلك، فإن خطوطها المضحكة، صورها، وقصتها تسمح للاطفال بان يرتبطوا بحرية مع قصصهم وتاريخهم الشخصي. أين كنت انا خلال الانفجارات؟ كيف شعرت حينها؟  لو كنت انا احدى الشخصيات في المسرحية ماذا كنت سافعل؟ هل استطيع الاعتراف باني خائف؟ ما هو دوري انا كطفل في سن 13 عاماً انمو في هذه الدولة؟

في اوقات الحرب، ما زال الناس يستطيعون إيجاد طرق لعيش حياتهم. الفكاهة هي جزء منها. إذا خسرنا فكاهتنا، نخسر انسانيتنا. الحياة تستمر وايام المسرح تساهم في هذه العملية بافضل طريقة تعرفها: “إنها المسرح“.

“اللوحة ليست مدروسة ومقررة من قبل. عندما تُرسم تتغير كما تتغير افكار الشخص. وعندما تنتهي، لا تزال تتغير، حسب ظروف عقل الذي ينظر اليها. اللوحة تعيش حياتها كما يفعل اي مخلوق حي، تمر في تغيرات تفرضها علينا الحياة اليومية. هذا طبيعي، بما أن اللوحة تعيش فقط من خلال الرجل الذي ينظر اليها.”(بابلو بيكاسو)

“دائما آمنت، وما زلت أؤمن، ان الفنانين الذين يعيشون مع القيم الروحية لا يستطيعون، ولا يجب ان يبقوا، عديمي الاهتمام  لصراعات فيها اعلى القيم الانسانية والحضارية موجودة في خطر.” (بابلو بيكاسو)

“صراخ اطفال، صراخ نساء، صراخ عصافير، صراخ ورود، صراخ حجارة، صراخ اثاث، اسرة، كراسي، برادي، مزهريات، قطط واوراق، صراخ دخان” (بابلو بيكاسو)

Top